الأيتام

خلّف الصراع القائم والمستمر في سوريا على مدار 10 سنوات العديد من الآثار السلبية النفسية والاجتماعية والاقتصادية على المجتمع بشرائحه المختلفة وعلى وجه الخصوص الأيتام وأسرهم الذين يعانون من فقدان الأب أو الأبوين معا

بالإضافة إلى فقدانهم الأمن والأمان والوطن بآن واحد أضف إلى ذلك الأوضاع المعيشية الصعبة بما فيها من نزوح وتهجير قسري داخل أو خارج البلد وفقدانهم لمقومات الحياة الأساسية وعدم قدرتهم على توفير مستلزماتهم الأساسية والمسكن المناسب وانقطاعهم عن التعليم، بالإضافة لإصابة العديد منهم بأمراض صحية وإعاقات جسدية جراء إصابتهم في الحرب ومعاناتهم من الاضطرابات النفسية جراء فقدانهم الرعاية الأسرية.

فكان ولا بد من تدخل الجمعيات والمنظمات الإنسانية للوقف إلى جانب هذه الفئة المستهدفة وتأمين مستلزماتهم الأساسية وتسعى مؤسسة مسرات بخبرتها الطويلة في مجال رعاية الأيتام وتقديم الخدمات والدعم لهم للنهوض والرقي بهم في المجتمع حيث تشمل الخدمات المقدمة من قبل المؤسسة ” الكفالة المادية والرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية والدعم النفسي المختص لتأمين دمجهم في المجتمع سواء كانوا في داخل بلدهم أو في دول الجوار.

وتولي المؤسسة الجانب التعليمي أهمية كبرى ليستعيد اليتيم بعضاً من حقوقه التي حُرم منها حيث اضطر الكثير منهم لترك المدرسة واللجوء الى العمل لتأمين احتياجاتهم واحتياجات أسرهم.

فعملنا على إنشاء مراكز ونوادي نقدم فيها خدمات التعليم الرديف وتقديم دورات تقوية في عدة مواد ” كالرياضيات واللغات وتعليم القراءة السليمة ومهارات الحاسوب وتطبيقاته وبالإضافة الى الأنشطة الترفيهية والدعم النفسي وحزمة من التدريبات التي تُعنى بالجانب الأخلاقي والنفسي للأيتام وذلك لكي نضمن لهم تربية ونشأة سليمة متوازنة من أجل أن نساعدهم للعودة الى مدارسهم ودمجهم بالمجتمع. كما صممت مسرات مطلع عام 2016، منصة الكترونية لإدارة كفالات الأيتام، ومن شأن هذه المنصة تفعيل وتعزيز التواصل بين الكفلاء والأيتام. وتتيح المنصة للكفلاء الاطلاع الدائم على تقارير الأيتام، بما في ذلك تقارير استلام الرواتب الشهرية، والنشاطات والتقارير التعليمية والصحية والنفسية والمصورة الخاصة بالأيتام المكفولين، كما توفر المنصة آلية إبلاغ فورية للكافل بأي إجراء عبر البريد الالكتروني، من قبيل دفع الكفالة، واستبدال يتيم وشطبه وغيرها من العمليات وتعد المنصة هذه الأولى من نوعها في سوريا، من حيث التسهيلات التي تمنحها في العمل والمراقبة والإدارة، إضافة إلى دورها في مد جسور التفاعل بين اليتيم وكافله لزيادة المحبة والعطف والحنان والثقة بينهما.

وبالإضافة للاهتمام ببرامج تمكين أم اليتيم لتصبح قادرة على الاعتماد على نفسها والنهوض بأسرتها وتحمل المسؤوليات من خلال رفع قدراتها التعليمية والمهنية والمهاراتية.

وانطلاقاً من رؤية المؤسسة حيث تسعى لتكون رائدة ومتميزة في تقديم مفهوم شامل لرعاية الأيتام وأسرهم من بين المنظمات العاملة بهذا المجال وإيماناّ برسالتنا بأن الانسان هو أساس كل عملية حضارية وتنموية لذا فهي تسعى لرعاية اليتيم وتعليمه وتنمية فكره وقدراته، وتعمل على تحويله من متلق الى مساهم وفاعل في العملية التنموية .