مع أول خيوط شمس لم تشرق يومها، كان الموت قد سبقها إلى الغوطة. لم يكن الفجر فجر حياة، بل غيمة خانقة سقطت على البيوت النائمة، حوّلت الهواء إلى خنجرٍ يطعن الحلق ويوقف القلوب.
في الحادي والعشرين من آب 2013، صارت الغوطة الشرقية والغربية مسرحاً لمجزرة كيماوية، خطفت أرواح ما يزيد على ألفٍ وأربعمئة إنسان، غالبيتهم أطفال ونساء لم يعرفوا من الدنيا إلا براءتها.
لم يكن ذلك يوماً عادياً في تاريخ سوريا، بل علامة سوداء تُذكّر كل عام بفظاعة الجريمة وصمت العالم الذي اكتفى بالمشاهدة.
اليوم، بعد اثنتي عشرة سنة، ما زالت الغوطة تحمل جراحها، وما زال السوريون يرفعون صوت ذاكرتهم كي لا يُمحى اسم الشهداء، وليظل النداء حيًّا من أجل العدالة.